فصل: قال ابن خالويه:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



المدغم الكبير:
{قال لهم} {اليوم من استعلى} {كيد ساحر} {السحرة سجدا} {آذن لكم} {ليغفر لنا}.
{على أثري} قرأ رويس بكسر الهمزة وسكون الثاء وغيره بفتحهما.
{أفطال} فيه لورش تفخيم اللام وترقيقها.
{أن يحل عليكم غضب} أجمعوا على كسر حاء يحل.
{بملكنا} قرأ المدنيان وعاصم بفتح الميم والأخوان وخلف بضمها والباقون بكسرها.
{حملنا} قرأ المدنيان والمكي والشامي وحفص ورويس بضم الحاء وكسر الميم مشددة والباقون بفتح الحاء والميم مخففة.
{إليهم} عنه. فيه، أيديهم جلي.
{تتبعن} قرأ نافع والبصري بإثبات الياء وصلا وحذفها وقفا والمكي ويعقوب بإثباتها في الحالين وأبو جعفر بإثباتها مفتوحة في الوصل ساكنة في الوقف والباقون بحذفها في الحالين.
{يبنئوم} قرأ الشامي وشعبة والأخوان وخلف بكسر الميم والباقون بفتحها، ولحمزة فيه التسهيل لا غير لكونه موصولا.
{ولا برأسي إني} فتح الياء المدنيان والبصري وأسكنها غيرهم وأبدل الهمز مطلقا أبو جعفر والسوسي وفي الوقف حمزة.
{يبصروا به} قرأ الأخوان وخلف بتاء الخطاب والباقون بياء الغيبة.
{لن تخلفه} قرأ المكي والبصريان بكسر اللام والباقون بفتحها.
{لنحرقنه} قرأ ابن وردان بفتح النون وإسكان الحاء وضم الراء مخففة وابن جماز بضم النون وإسكان الحاء وكسر الراء مخففة والباقون بضم النون وفتح الحاء وكسر الراء مشددة.
{وقد آتيناك من لدنا ذكرا}. لورش خمسة أوجه. قصر البدل وعليه التفخيم والترقيق في ذكرا، وعلى المد الوجهان وعلى التوسط التفخيم لا غير. وزرا خالدين. فيه. التفخيم والترقيق لورش والإخفاء لأبي جعفر.
{ينفخ} قرأ أبو عمرو بنون مفتوحة مع ضم الفاء والباقون بياء مضمومة في مكان النون مع فتح الفاء.
{علما} آخر الربع.
الممال:
رءوس الآي الممالة، {يا موسى} {لترضى} {وإله موسى} {إلينا موسى} وهذه الفواصل معدودة إجماعا ما عدا وإله موسى فعده المكي والمدني الأول وتركه الباقون، وقد أمال الفواصل الأربعة الأخوان وخلف وأما ورش فقلل ما عدا وإله موسى قولا واحدا، وأما وإله موسى فإن قلنا إن ورشا يعتبر المدني الأول في العدد فيكون له فيه التقليل قولا واحدا وأما إذا جرينا على الراجح وهو أن ورشا يعتمد في العدد على المدني الأخير فيكون له حينئذ الفتح والتقليل. وأما البصري فيقلله قولا واحدا إما لأنه رأس آية عنده على القول المرجوح وهو أن البصري يعتبر في العدد المدني الأول، وإما لأنه يقلل ما كان على وزن فعلى مثلث الفاء وما ألحق به وهذا ملحق به.
ما ليس برأس آية: {فرجع موسى إلى} بالإمالة للأصحاب والتقليل للبصري وورش بخلف عنه، لا ترى، بالإمالة للأصحاب والبصري والتقليل لورش.
{ألقى} لدى الوقف بالإمالة للأصحاب والتقليل لورش بخلف عنه.
المدغم الصغير:
{فنبذتها} للبصري والأخوين وخلف، {فاذهب فإن} للبصري والكسائي وخلاد قد سبق للبصري وهشام والأخوين وخلف.
{لبثتم} معا للبصري والشامي والأخوين وأبي جعفر.
الكبير:
{قال لهم} {تقول لا مساس} {هو وسع} {أعلم بما} {أذن له} {يعلم ما} ولا إدغام في {نبرح عليه} لتخصيص ذلك بزحزح عن النار، {وهو مؤمن} {أنزلناه} {قرآنا} {فيه} {عليهما} {اجتباه} {بصيرا} {خير} {وأمر} {بالصلاة} {الصراط} كله واضح.
{فلا يخاف} قرأ المكي بحذف الألف بعد الخاء وجزم الفاء، وغيره يإثبات الألف ورفع الفاء.
{أن يقضى إليك وحيه} قرأ يعقوب نقضي بنون مفتوحة وضاد مكسورة وياء مفتوحة بعدها مع نصب ياء وحيه وغيره بياء مضمومة في مكان النون وضاد مفتوحة وبعدها ألف ورفع ياء وحيه.
{للملائكة اسجدوا} قرأ أبو جعفر بضم تاء الملائكة والباقون بكسرها.
{وإنك لا تظمؤا} قرأ نافع وشعبة بكسر الهمزة والباقون بفتحها، ووقف حمزة وهشام على تظمؤا بخمسة أوجه لأن الهمزة فيه رسمت على واو. وهي الإبدال ألفا والتسهيل مع الروم والإبدال واوا مع السكون المحض والإشمام والروم.
{سوآتهما} لورش فيه أربعة أوجه: قصر الواو مع تثليث البدل ثم توسطهما، ولحمزة فيه وقفا النقل والإدغام.
{وعصى آدم ربه فغوى} لورش فيه أربعة أوجه فتح وعصى وعليه قصر البدل ومده ثم التقليل وعليه التوسط والمد وهذه الأوجه الأربعة مع تقليل فغوى لأنه رأس آية.
{لم حشرتني أعمى} فتح الياء المدنيان والمكي وأسكنها غيرهم.
{ومن آناء} نقل ورش حركة الهمزة إلى ما قبلها وحذف الهمزة وله في هذا البدل المغير بالنقل ثلاثة أوجه، ولخلف عن حمزة في الوقف عليه سبعة وعشرون وجها وبيان ذلك أن له في الأولى النقل والتحقيق بالسكت وتركه، وله في الثانية تسعة أوجه لأن الهمزة مرسومة على ياء وهي الإبدال مع القصر والتوسط والمد ثم التسهيل بالروم مع المد والقصر وهي خمسة القياس. ثم إبدال الهمزة ياء خالصة مع القصر والتوسط والمد بالسكون المحض ثم القصر مع الروم وهذه أربعة الرسم فإذا ضربت هذه التسعة في ثلاثة الأولى تكون الأوجه سبعة وعشرين وكلها قوية مقروء بها ولخلاد ثمانية عشر وجها بإسقاط السكت في الأولى مع التسعة في الثانية ولهشام تسعة الثانية إذ لا شيء له في الأولى.
{لعلك ترضى} قرأ شعبة والكسائي بضم التاء والباقون بفتحها.
{زهرة} فتح يعقوب الهاء وأسكنها سواه.
{أو لم تأتهم} قرأ نافع والبصريان وحفص وابن جماز بتاء التأنيث والباقون بياء التذكير، وضم رويس الهاء في الحالين وكسرها غيره.
{اهتدى} آخر السورة وآخر الربع.
الممال:
رءوس الآي الممالة: {أبى} {فتشقى} {ولا تعرى} {ولا تضحى} {لايبلى} {فغوى} {وهدى} {مني هدى} {يشقى} {يوم القيامة أعمى} {تنسى} {وأبقى} {النهى} {مسمى} {ترضى} {الدنيا} {وأبقى} {للتقوى} {الأولى} {ونخزى} {ومن اهتدى} وكلها معدودة بالإجماع إلا {منى هدى} و{زهرة الحياة الدنيا} فعدهما المدنيان والمكي والبصري والشامي وتركهما الكوفي، وقد أمال الجميع الأخوان وخلف لا فرق في ذلك بين متفق عليه ومختلف فيه وإمالتهم مني هدى والدنيا باعتبار كونهما من ذوات الياء لا باعتبار كونهما رأسي آية لأنهما غير معدودين عند الكوفي كما علمت. وقلل الجميع ورش قولا واحدا لا فرق في ذلك بين ذوات الراء وغيرها وأما البصري فأمال منها ما كان من ذوات الراء وقلل غيرها.
ما ليس برأس آية: خاب لحمزة وحده فتعالى إن وقف عليه ويقضى وعصى واجتباه ولم حشرتني أعمى بالإمالة للأصحاب والتقليل لورش بخلف عنه، هداي بالإمالة لدوري الكسائي والتقليل لورش بخلف عنه. النهار بالإمالة للبصري والدوري والتقليل لورش.
المدغم الكبير:
آدم من، قال رب، ربك قبل، النهار لعلك، نحن نرزقك، ولا إدغام في نرزقك لعدم وجود الميم بعد الكاف. اهـ.

.فصل في حجة القراءات في السورة الكريمة:

.قال ابن خالويه:

ومن سورة طه:
قوله تعالى: {طه} يقرأ بفتح الحرفين وكسرهما وبين ذلك وهو إلى الفتح اقرب وبفتح الطاء وكسر الهاء وقد تقدم في كهيعص من الاحتجاج ما فيه بلاغ.
قوله تعالى: {إني أنا ربك} يقرأ بفتح الهمزة وكسرها فالحجة لمن فتحها أنه أوقع عليها نودي فموضعها على هذه القراءة نصب والحجة لمن كسر أنه استأنفها مبتدئا فكسرها وليس لها على هذه القراءة موضع من الإعراب لأنها حرف ناصب.
قوله تعالى: {لأهله امكثوا} يقرأبضم الهاء وكسرها وقد ذكرت علته في البقرة.
قوله تعالى: {طوى} يقرأ بإسكان الياء من غير صرف وبالتنوين والصرف فالحجة لمن أسكن ولم يصرف أنه جعله اسم بقعة فاجتمع فيه التعريف والتأنيث وهما فرعان لأن التنكير أصل والتعريف فرع عليه والتذكير أصل والتأنيث فرع عليه فلما اجتمع فيه علتان شبه بالفعل فمنع ما لا يكون إعرابا في الفعل وقال بعض النحويين هو معدول عن طاو كما عدل عمر عن عامر فإن صح ذلك فليس في ذوات الواو اسم عدل عن لفظه سواه والاختيار ترك صرفه ليوافق الآي التي قبله والحجة لمن أجراه ونونه أنه اسم واد مذكرا فصرفه لأنه لم تجتمع فيه علتان تمنعانه الصرف.
قوله تعالى: {وأنا اخترتك} يقرأبتخفيف أنا وفتح الهمزة وبالتاء في اخترتك وبكسر الهمزة وفتحها وتشديد النون وبنون مكان التاء وألف بعدها في اخترتك فالحجة لمن فتح الهمزة وخفف وأتى بالتاء أنه جعل أنا اسما لله تعالى مقدما على الفعل مرفوعا بالإبتداء واخترت الخبر والتاء اسم للفاعل والكاف اسم المفعول به والحجة لمن كسر الهمزة وشدد النون أنه جعلها حرفا ناصبا مبتدأ وشدد النون لأنها في الأصل نونان أدغمت إحداهما في الأخرى تخفيفا والحجة لمن فتحها أنه رد الكلام على قوله: {إني أنا ربك} وأنا اخترناك كما تخبر الملوك عن أنفسها بنون الملكوت.
قوله تعالى: {أخي اشدد به أزري وأشركه} يقرآن بوصل الألف الأولى وقطع الثانية وفتحها وبقطع الأولى وفتحها وبقطع الثانية وضمها والفعل في القراءتين مجزوم لأنه جواب الطلب فالحجة لمن وصل الأولى وفتح الثانية أنه أتى بالكلام على طريق الدعاء بلفظ الأمر فوصل الأولى لأنها من فعل ثلاثي وقطع الثانية لأنها من فعل رباعي والحجة لمن قطعهما أنه أخبر بذلك عن نفسه وقياس ألف المخبر عن نفسه قياس النون والتاء والياء الزوائد مع الألف في أول الفعل المضارع فمتى انضممن حكم على الألف بالضم ومتى انفتحن حكم على الألف بالفتح لأن الألف إحداهن عند الأمر بالفعل والطلب والدعاء والمسألة.
قوله تعالى: {الأرض مهادا} يقرأبإثبات الألف وحذفها فالحجة لمن أثبت الألف ها هنا وفي الزخرف أنه جعله اسما للأرض أي جعلها لهم فراشا والحجة لمن حذف الألف أنه جعله مصدرا من قولك مهدتها مهدا كما تقول فرشتها فرشا فأما التي في {عم يتساءلون} فبالألف إجماع لموافقة رؤوس الآي.
قوله تعالى: {مكانا سوى} يقرأ بضم السين وكسرها فالحجة لمن ضم أنه أراد مكانا مساويا بيننا وبينك والحجة لمن كسر أنه أراد مكانا مستويا أي لا مانع فيه من النظر وقيل هما لغتان فصيحتان إلا أنه اسم مقصور لا يبين فيه إعراب لأنه قصر.
سورة طه عنه أو لأنه مأخوذ من قوله: {مقصورات في الخيام} أي محبوسات فكأنه حبس عن الإعراب.
قوله تعالى: {فيسحتكم} يقرأبفتح الياء والحاء وبضم الياء وكسر الحاء وهما لغتان فالفتح من سحت والضم من أسحت ومعناهما استأصل.
قوله تعالى: {إن هذان لساحران} أجمع القراء على تشديد نون إن إلا ابن كثير وحفصا عن عاصم فإنهما خففاها وأجمعوا على لفظ الألف في قوله هذان إلا أبا عمرو فإنه قرأها بالياء وأجمعوا على تخفيف النون في التثنية إلا ابن كثير فإنه شددها فالحجة لمن شدد النون في إن واتى بألف في هذان أنه احتج بخبر الضحاك عن ابن عباس أن الله تعالى أنزل هذا القرآن بلغة كل حي من أحياء العرب وهذه اللفظة بلغة بلحارث بن كعب خاصة لأنهم يجعلون التثنية بالألف في كل وجه لا يقلبونها لنصب ولا خفض قال شاعرهم:
إن أباها وأبا أباها ** قد بلغا في المجد غايتاها

فلما ثبتت هذه اللفظة في السواد بالألف وافقت هذه اللغة فقرؤوا بها ولم يغيروا سورة طه ما ثبت في المصحف والحجة لمن خفف النون أنه جعلها خفيفة من الشديدة فأزال عملها ورد ما كان بعدها منصوبا إلى أصله وهو المبتدأ وخبره فلم يغير اللفظ ولا لحن في موافقة الخط فإن قيل إن اللام لا تدخل على خبر المبتدأ لا يقال زيد لقائم فقل من العرب من يفعل ذلك تأكيدا للخبر وأنشد شاهدا لذلك:
خالى لأنت ومن جرير خاله ** ينل العلاء ويكرم الأخوالا

والوجه الآخر أن يكون إن ها هنا بمعنى ما واللام بمعنى إلا كقوله تعالى: {إن كل نفس لما عليها حافظ} معناه والله أعلم ما كل نفس إلا عليها حافظ.
وقال أبو العباس المبرد أولى الأمور بإن المشددة أن تكون ها هنا بمعنى نعم كما قال ابن الزبير للأعرابي لما قال له لعن الله ناقة حملتني إليك فقال له إن وراكها أراد نعم وراكبها وأنشد:
بكر العواذل بالضحى ** يلحينني وألومهنه

ويقلن شيب قد علا ** وقد كبرت فقلت إنه

أراد فقلت نعم فوصلها بهاء السكت فقيل له إن اللام لا تدخل على خبرها إذا كانت بمعنى نعم فقال إنما دخلت اللام على اللفظ لا على المعنى والحجة لمن قرأها بالياء ما روي عن عائشة ويحيى بن يعمر أنه لما رفع المصحف إلى سورة طه عثمان قال أرى فيه لحنا وستقيمه العرب بألسنها فإن قيل فعثمان كان أولى بتغيير اللحن فقل ليس اللحن ها هنا أخطاء الصواب وإنما هو خروج من لغة قريش إلى لغة غيرهم والحجة لمن شدد النون في التثنية مذكورة في النساء.
قوله تعالى: {فأجمعوا كيدكم} يقرأ بوصل الألف وقطعها فالحجة لمن وصل أنه جعله بمعنى اعزموا والحجة لمن قطع أنه أراد فأجمعوا الكيد والسحر ودليل الوصل قوله تعالى: {فجمع كيده} ولم يقل فأجمع.
قوله تعالى: {يخيل إليه} يقرأ بالتاء والياء والحجة لمن قرأ بالتاء أنه رده على الحبال والعصي لأنه جمع ما لا يعقل والحجة لمن قرأه بالياء أنه رده على السحر.
قوله تعالى: {تلقف} يقرأ بفتح اللام وتشديد القاف والرفع والجزم وبإسكان اللام وتخفيف القاف والجزم فالحجة لمن شدد ورفع أنه أراد تتلقف فأسقط إحدى التاءين تخفيفا وجزم بجواب الأمر فقد روى عن ابن كثير بتشديد هذه التاء وما شاكلها في نيف وثلاثين موضعا والحجة لمن خفف وجزم أنه أخذه من لقف يلقف وجزمه بالجواب أيضا والحجة لمن شدد ورفع أنه أضمر الفاء فكأنه قال الق ما في يمينك فإنها بلقف أو يجعله حالا من ما كما قال: {ولا تمنن تستكثر}.
قوله تعالى: {إنما صنعوا كيد ساحر} يقرأبإثبات الألف وحذفها فالحجة لمن أثبتها أنه جعله اسما لفاعل مشتقا من فعله والحجة لمن حذفها أنه أراد اسم الفعل وهو المصدر.
قوله تعالى: {لا تخاف دركا} أجمع القراء على الرفع إلا حمزة فإنه قرأه بالجزم على طريق النهي فالحجة لمن رفع أنه جعله خبرا وجعل لا فيه بمعنى ليس فإن قيل فما حجة حمزة في إثبات الياء في {تخشى} وحذفها علم الجزم فقل له في ذلك وجهان أحدهما أنه استأنف ولا تخشى ولم يعطفه على أول الكلام فكانت لا فيه بمعنى ليس كما قال تعالى: {فلا تنسى} والوجه الآخر أنه لما طرح الياء أشبع فتحة السين فصارت ألفا ليوافق رؤوس الآي التي قبلها بالألف.
قوله تعالى: {فأتبعهم فرعون} يقرأبقطع الألف وإسكان التاء وبوصلها وتشديد التاء فالحجة لمن قطع أنه أراد فألحقهم وهما لغتان لحق والحق والحجة لمن وصل أنه أراد سار في أثرهم.
قوله تعالى: {قد أنجيناكم من عدوكم وواعدناكم} يقرآن بالتاء وبالألف والنون إلا ما قرأه أبو عمرو من طرح الألف في ووعدناكم فمن قرأه بالتاء فالحجة له أنه جعله من إخبار الله تعالى عن نفسه لأن التاء اسم الفاعل المنفرد بفعله والحجة لمن قرأه بالنون والألف أنه جعله من إخبار الله عز وجل عن نفسه بنون الملكوت لأنه ملك الأملاك وعلى هذه اللغة يتوجه قوله: {قال رب ارجعون} لأنه خاطبه بلفظ ما أخبر به عن نفسه فأما قوله وعدناكم وأوعدناكم فالفرق بينهما مذكور في البقرة.
قوله تعالى: {آمنتم له} يقرأ بالاستفهام والإخبار وقد ذكرت علله في الأعراف.
قوله تعالى: {فيحل عليكم غضبي ومن يحلل} يقرآن بالكسر معا وبالضم فالحجة لمن كسر أنه أراد نزل ووقع والحجة لمن ضم أنه أراد وجب والوجه الكسر لإجماعهم على قوله تعالى: {ويحل عليه عذاب مقيم}.
سورة طه فإن قيل ما وجه الإدغام في قوله فيحل والإظهار في قوله ومن يحلل فقل إنما يكون الإدغام في متحركين فسكن الأول لاجتماعهما ثم يدغم فإن كان الأول متحركا والثاني ساكنا بطل الإدغام فالأصل المدغم فيمن ضم فيحلل وفيمن كسر فيحلل فنقلت الحركة من اللام إلى الحاء وأسكنت اللام ثم أدغمت فهذا فرقان ما بين المدغم والمظهر.
قوله تعالى: {بملكنا} يقرأ بكسر الميم وضمها وفتحها فالحجة لمن كسر أنه أراد اسم الشيء المملوك كقولك هذا الغلام ملكي وهذه الجارية ملك يمينى والحجة لمن ضم أنه أراد بسلطاننا ودليله قوله تعالى: {لمن الملك اليوم} يريد السلطان والحجة لمن فتح أنه أراد المصدر من قولهم ملك يملك ملكا.
قوله تعالى: {ولكنا حملنا} يقرأبالتخفيف والتشديد فالحجة لمن خفف أنه أرادهم بالفعل وجعل النون والألف المتصلين به في موضع رفع والحجة لمن شدد أنه جعل الفعل لما لم يسم فاعله ودل عليه بضم أوله وكان أصله ولكنا حملنا السامري فلما خذل الفاعل أقيم المفعول مقامه فرفع لأن الفعل الذي كان حديثا عن الفاعل صار عن المفعول فارتفع به.
قوله تعالى: {ألا تتبعن} يقرا بإثبات الياء وصلا ووقفا على الأصل وبإثباتها وصلا وحذفها درجا اتباعا للخط في الوصل والأصل في الدرج وبحذفها وصلا ووقفا اجتزاء بالكسرة منها.
قوله تعالى: {يا ابن أم} يقرأ بكسر الميم وفتحها فالحجة لمن كسر أنه أراد يا بن أمي فحذف الياء اجتزاء بالكسرة منها والوجه إثباتها لأن هذه الياء إنما تحذف في النداء المضاف إليك إذا قلت يا غلامي لأنها وقعت موقع التنوين والتنوين لا يثبت في النداء.
سورة طه فأما الياء ها هنا فالتنوين ثبت في موضعها إذا قلت يا بن أم زيد وإنما حذفت الياء لما كثر به الكلام فصار المضاف والمضاف إليه كالشيء الواحد فحذفت الياء كذلك والحجة لمن فتح أنه أراد يا بن أماه فرخم فبقيت الميم على فتحها أو بنى ابنا مع الأم بناء خمسة عشر أو قلب من الياء ألفا وقد ذكرت وجوهه في الأعراف مستقصاة بما يغني عن إعادته ها هنا.
قوله تعالى: {بصرت بما لم يبصروا به} يقرا بالياء والتاء فالياء لمعنى الغيبة والتاء لمعنى الحضرة.
قوله تعالى: {لن تخلفه} يقرأ بكسر اللام وفتحها فالحجة لمن كسر أنه جعل الفعل للسامري والهاء كناية عن الموعد والحجة لمن فتح أنه أراد الدلالة على أنه مستقبل ما لم يسم فاعله والهاء على أصلها في الكناية وهي في موضع نصب في الوجهين.
قوله تعالى: {يوم ينفخ في الصور} إجماع القراء فيه على الياء وضمها على ما لم يسم فاعله إلا ما اختاره أبو عمرو من النون وفتحها وله في ذلك وجهان أحدهما أنه أتى بالنون في ننفخ ليوافق به لفظ {نحشر} فيكون الكلام من وجه واحد والثاني أن النافخ في الصور وإن كان إسرافيل فإن الله عز وجل هو الآمر له بذلك والمقدر والخالق له فنسب الفعل إليه لهذه المعاني ودليله قوله تعالى: {الله يتوفى الأنفس حين موتها} والمتوفي لها ملك الموت عليه السلام.
قوله تعالى: {وأنك لا تظمأ فيها} يقرأ بفتح أن وكسرها فالحجة لمن فتحها أنه رده على قوله: {ألا تجوع} يريد وأنك لا تظمأ فرده على المعنى لا على اللفظ والحجة لمن كسر أنه استأنف ولم يعطف ومعنى لا تظمأ أي لا تعطش ولا تضحي أي لا تبرز للشمس.
قوله تعالى: {فلا يخاف ظلما} يقرأبالياء وإثبات الألف والرفع وبالتاء وحذف الأنبياء الألف والجزم فالحجة لمن قرأ بالياء والرفع أنه جعله خبرا والحجة لن قرأ بالتاء والجزم أنه جعله نهيا ومعنى الظلم في اللغة وضع الشيء في غير موضعه والهضم النقصان.
قوله تعالى: {أعمى} في الموضعين يقرآن بالتفخيم والإمالة فالحجة لمن فخم أنه أتى به على الأصل والحجة لمن أمال أنه دل بذلك على الياء وقيل في معناه أعمى عن حجته وقيل عن طريق الجنة.
قوله تعالى: {لعلك ترضى} يقرأ بفتح التاء وضمها فالحجة لمن فتحها أنه قصده بكون الفعل له ففتح لأنه من فعل ثلاثي والحجة لمن ضم أنه دل بذلك على بناء الفعل لما لم يسم فاعله والأمر فيهما قريب لأن من أرضي فقد رضي ودليله قوله تعالى: {راضية مرضية}.
قوله تعالى: {أو لم تأتهم} يقرأ بالياء والتاء والحجة فيه ما قدمناه في أمثاله والاختيار التاء لإجماعهم على قوله: {حتى تأتيهم البينة}. اهـ.